ثم هو الآن يبعث الي أن أخرج. والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثماً » . ثم بلغ السيل الزبى ، كما قال عثمان رضي الله عنه ، فكتب علي يذكر له ذلك ويقول : إن أمر الناس ارتفع في شاني فوق قدره. وزعموا أنهم لا يرجعون دون دمي ، وطمع في من لا يدفع عن نفسه " فان كنت ماكولا فكن خير آكل والا فأدركني ولما امزق فعاد علي ، وجهد في انقاذ الخليفة جهده ، ولكنه كان يعالج داء استعصى دواؤه وابتلي به أطباؤه . فكلهم يريد تغييراً يأتي من قبل الغيب أو يأتي من قبل الآخرين ، ولا يغير شيئاً من عمله أو مستطاعه. ولعل الخليفة لو شرع في التغيير المرجو يومئذ لما أجدى عليه عظيم جدوى ، لفوات أوانه وانطلاق الفتنة من أعنتها ، وامتناع التوفيق والصفاء بعد ما وقر في النفوس ولغطت به الأفواه . وعد الخليفة وعده الأخير . ليصلحن الأحوال ويبدلن العمال . وأحاطت به بطانته كدأبها في أثر كل وعد من هذه الوعود ، تنهاه أن ينجزه وتخيفه من طمع الناس فيه ، ان هو أنجز ما وعدهم حين تو عدوه . وكانت المرأة أصدق نظر من الرجال في هذه الغاشية التي تضل فيها العقول . فأشارت عليه امرأته السيدة نائلة باسترضاء علي والاعراض -11-
عبقرية الامام علي (٦)
— ٨١ —