انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/80

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

جاءه الثوار مرة من مصر . خاصة ، يتخطون الخليفة اليه ويعرضون الخلافة عليه . فلقيهم أسوأ لقاء ، وأنذرهم لئن عادوا اليها ليكونن جزاؤهم عنده وعند الخليفة القائم ، جزاء العصاة المفسدين في الأرض . وجاءوه مرة أخرى وحجتهم ناهضة ، ودليل التهمة التي يتهمون بها بطانة عثمان في أيديهم . جاءوه بالخطاب الذي وجدوه في طريق مصر مع غلام عثمان ، يأمر عامله بقتلهم بعد أن وعدهم خيراً وأجابهم الى تولية العامل الذي يرضيهم. فلم تخدعه حجتهم الناهضة ، ولم يشأ أن يلي لهم في ثورتهم واحتجاجهم من جراء ذلك الخطاب المشكوك فيه . وجعلهم متهمين مسئولين بعد أن كانوا متهمين سائلين ، فقال لهم : ( وما الذي جمعكم في طريق واحد ، وقد خرجتم من المدينة متفرقين كل منكم الى وجهة ؟ » .

وكانت حيرة على بين التقريب والابعاد اشد من حيرته بين الخليفة والثوار . فكان يؤمر تارة بمبارحة المدينة ليكف الناس عن الهتاف باسمه ، ويستدعى اليها تارة ليردع الناس عن مهاجمة الخليفة . فلما تكرر ذلك ، قال لابن عباس الذي حمل اليه رسالة عثمان بالخروج الى ماله في ينبع : « يا عباس. ما يريد عثمان الا أن يجعلني جملاً ناضحا بالغرب اي الدلو - أقبل وادبر . بعث الي أن أخرج ، ثم بعث الي أن اقدم ،

11.1

— ٨٠ —