انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

البطانة ، وهموا باقصائها عنوة من جوار الخليفة كان الثوار يحسبونه أول مسئول عن السعي في الاصلاح ، وكان الخليفة يحسبه أول مسئول عن تهدئة الحال وكف أيدي الثوار . ولم يكن في العالم الاسلامي كله رجل آخر يعاني مثل هذه المعضلة التي تلقاه من جانبيه كلما حاول الخلاص منها ، ولا خلاص ! وضاعف هذا الحرج الشديد الذي كان يلقاه في كل خطوة من خطواته ، انه لم يكن بموضع الحظوة والقبول عند الخليفة حيثما وجب الاصغاء الى الرأي والعمل بالمشورة . وانما كان مروان بن الحكم موضع الحظوة الأول بين المقربين اليه .. لا ينجو من احدى جناياته التي كان يجنيها على الحكومة والرعية حتى يعود الى الخليفة فيوقع في روعه ان عليا واخوانه من جلة الصحابة هم الساعون بين الناس بالكيد له وتأليب الثائرين عليه، وأنه لا أمان له الا أن يوقع بهم ويعرض عنهم . ويلتمس الأمان عند عشيرته وأقربائه، ومن هم أحق الناس بسلطانه وأصدقهم رغبة في دوامه . ففي المؤتمر الذي جمعه الخليفة للتشاور في اصلاح الأمر وقمع الفتنة ، ولم يكن على مدعواً ولا منظوراً اليه بعين الثقة والمودة . بل كان المدعوون إلى المؤتمر من أعدائه والكارهين لنصحة. وهم معاوية وعمرو بن العاص وعبدالله بن أبي سرح وعبدالله بن عامر وسعيد بن العاص ،

وهم في جملتهم أولئك الولاة الذين شكاهم علي وجمهرة الصحابة ،

— ٧٧ —