انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/76

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أقدر على اجتناب هذا المصير من معاوية أو من عثمان نفسه ، لو شاء عثمان أن يستمع إلى بعض الناصحين اليه فقد كان معاوية والياً عزيزاً ، له جند يرسله الى الخليفة فيحميه في الشدة اللازمة وأن أباه ، وكان لمعاوية قبول عند عثمان لم يكن لعلي ولا لأحد من خلصائه ، وكان هو أقمن أن يميل بعثمان إلى الرضا بالحراسة أو الرضا بالرحلة الى مكة أو الشام ، لو أراد . وكان في وسع عثمان أن يرحل الى مكة ، وهي آمن له من المدينة ، أو يرحل الى الشام وقد كانت مفتوحة له قبل أن تغلقها الفتنة ويمرد الثوار في العصيان . أما على فقد كان موقعه أصعب موقف يتخيله العقل في تلك الأزمة المحفوفة بالمصاعب من كل جانب . كان عليه أن يكبح الفرس عن الجماح ، وكان عليه أن يرفع العقبات والحواجز من طريق الفرس . كلما حيل بينها وبين الانطلاق . كان ناقداً لسياسة عثمان وبطانته التي حجبته عن قلوب رعاياه . ناصحاً للخليفة باقصاء تلك البطانة ، وتبديل السياسة التي تزينها له و تغريه باتباعها وصم الآذان عن الناصحين له بالاقلاع عنها . وكان مع هذا أول من يطالب بالغوث ، كلما هجم الثوار على تلك

- ٧٦ -

— ٧٦ —