يسيء الظن ، ويرى أن الخليفة انما يستمهلهم في انتظار المدد الذي طلبه من الأمصار . وانقضت الأيام الثلاثة على غير جدوى . وتفاقمت الفتنة ، وأحاط الثائرون ببيت عثمان . لا يقنعون في هذه الكرة الا أن يعتزل ، أو يسلمهم مروان بن الحكم ، او يعزلوه عنوة . وجاء في رواية ( شداد بن أوس ( ان عليا رضي الله عنه ، خرج من منزله يومئذ معتماً بعامة رسول الله متقلداً سيفه ، أمامه الحسن وعبد الله بن عمر في نفر من المهاجرين والأنصار حتى جملوا على الناس وفرقوهم ، ثم دخلوا على الخليفة فسلم عليه علي . وقال بعد تمهيد وجيز : " .. لا ارى القوم الا قاتليك ، فمرنا فلنقاتل ، فقال الخليفة : انشد الله رجلا رأى الله حقاً ، وأقر أن لي عليه حقاً ، ان يهرق في سبي ملء محجمة من دم أو يهريق دمه في ، فأعاد على القول ، فأعاد عليه هذا الجواب . ثم خرج من عنده الى المسجد ، وحضرت الصلاة فنادوه : ( يا أبا الحسن . تقدم فصل" بالناس ، فقال : ( لا أصلي بكم والامام محصور، ولكني أصلي وحدي ، ثم صلى وحده وانصرف الى منزله، وترك ابنيه مع أبناء زمرة من الصحابة في حراسة دار الخليفة ليعلم الثوار انهم معتدون على كل ذي خطر في الاسلام أن وصلوا الى الخليفة باعتداء . عساهم ان علموا ذلك أن يتهيبوا المركب ، فلا ينزعوا بالشر غاية منزعه .
-Y-
— ٧٤ —