انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/72

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وتولى زعامة المتذمرين في بعض الأحيان جماعة من أجلاء الصحابة ، كتبوا صحيفة وقعوها وأشهدوا فيها المسلمين على مآخذ الخليفة . فلما حملها عمار بن ياسر اليه ، غضب وزیره مروان بن الحكم ، وقال له : « أن هذا العبد الأسود قد جرأ عليك الناس . وانك ان قتلته نكلت به من وراءه ، فضربوه حتى غشي عليه . وفي مرات أخرى ، كان الخليفة يصغي الى هذه الشكايات ويندم على ما اجترحه أعوانه بعلمه أو بغير علمه، ثم يعلن التوبة الى رعاياه ، ويؤكد لهم الوعد بإقصاء أولئك الأعوان وإخلافهم في أعمالهم بمن يرضي المسلمين ويرضي الله . ثم يغلبه أولئك الأعوان على مشيئته ، فيبقيهم حيث كانوا ويملي لهم فيما تعودوه من الترف والنكاية ، وعلى رأسهم مروان بن الحكم . أبغض أولئك الأعوان الى المسلمين، حتى من أهل الخليفة المقربين . وكان بعض الوفود يشكون ولاتهم، فاذا عادوا إلى بلادهم تلقاهم أولئك الولاة بالأذى وقتلوا بعضهم ضرباً على ملأ من الشاكين الذين ينتظرون الانصاف . فيعود المضروبون الى الشكوى ، وينصرهم اجلاء الصحابة عند الخليفة ، ويسألونه أن يولي عليهم غير واليهم المسيء اليهم . فاذا توجه الوالي الجديد الى مكانه ، اذا في الطريق رسول يحمل خطاباً للوالي المعزول ، يأمره فيه بقتل من يفد اليه من حاملي الشكوى وحاملي كتاب الولاية ، ويقره في مكانه !

1

— ٧٢ —