طال الشك والجدل حول نصيبهم من | الخطأ والصواب. أهم هذه الأسباب ، انه خالف بعض السنن التي اتبعها النبي عليه السلام في الأذان والصلاة ، وانه أدنى أناساً من اقاربه كان رسول الله عليه السلام قد اقصاهم عن المدينة .. فاستدعاهم اليه بعد استخلافه وأغدق عليهم المنح والأموال، وانه أطلق العنان لأبناء أسرته في الولاية والعمالة ، ومنهم من اتهموه باقامة الصلاة وهو سكران ، وانه منح سفيان بن حرب مائتي ألف درهم ومنح الحارث بن الحكم زوج بنته عائشة مائة الف درهم من بيت المال، وانه توسع في بناء القصور ، وحرم بعض الصحابة ، وضرب بعضهم على مشهد من الملا ضرب اهانة و ايجاع .. ولم تنقض سنوات على هذه الحال حتى كثر المترفون من جانب والمتربون من جانب آخر، وشاع بين الجانبين ما يشيع دائماً في امثال هذه الأحوال من الملاحاة والبغضاء والتزيد بالتهم واللجاجة ، واضافة الأوهام الى الحقائق في خلق ذرائع الخلاف والشحناء . . ويدل على خطر مسألة الثروة في هذه الفتنة ، أن الناس تألبوا على الخليفة مرة . فأرسل في طلب علي ليصرفهم عنه ، فلما قدم اليه استأذنه في اعطائهم بعض الرفد العاجل من بيت المال ، فأذن له . فأنصرفوا عن زعماء الفتنة ، وهدءوا الى حين.
ثم توافد المتذمرون من الولايات الى المدينة مجندين وغير مجندين .
— ٧١ —