انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/67

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وينبغي أن نذكر ان الحيلة في هذه التقسيم قليلة ، وان الحوادث هي التي اختارت لكل حصة من الحصتين زعيمها وأشبه الناس بها وأقربهم إلى ولاية أمرها و كما تكونوا يول عليكم ، .. ولا محل في هذه القاعدة لحيلة أو اختيار .. فلم يكن أحد أشبه بقيادة المنافع المستبقاة من معاوية ، ولم يكن أحد أشبه من علي بقيادة الشكوى التي تطمح بأصحابها الى التغيير . ان شكا اناس غلبة قريش ، فعلي كان يشكو منها ويظن الظنون بحقدها عليه ونكرانها لحقه ، ويقول في كتاب من كتبه الى أخيه : ه ... ودع عنك قريشاً وتركاضهم في الضلال وتحولهم في الشقاق ، فان قريشاً قد أجمعت على حرب أخيك اجماعها على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل اليوم .... وان جاءت صيحة الاصلاح والتغيير عن طريق الدين على مذهب الحفاظ والقراء والنساك فعلي كان إمام أهل العلم والقراءة، وأحق من يتكلم بتفقيه او تفسير . وان جاءت من ضيم الفقراء فعلي فقير، او من تهافت الولاة على المال فعلي يبغض هذا التهافت كما يبغضه اضعف الفقراء، عن زهد فيه لا عن قلة الوسائل اليه ... فما شكا شاك قط الا وعلي شريك له في شكواه، وكيف ينجو رجل

كهذا من قيادة الدولة التي قامت على التبرم بالحال والطموح الى التغيير ؟..

— ٦٧ —