انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

غير ما صنعه عثمان وغير ما أثارهم عليه . فلا دعاة الدنيا راضون مطيعون، ولا دعاة الدين راضون مطيعون ولا الفقراء والجهلاء راضون مطيعون ، وما منهم الا من هو قلق متوفز لا يسكن به سکن ولا يدوم به قرار . وكل أولئك كانوا في حصة علي من الدولة الاسلامية ، ولم يكن لمعاوية في حصته شاجرة فتنة من هذه الشواجر بل كان له في موضع واحدة منها دعامة تمكين وتأييد . وان هذه الشواجر على كثرتها وقوتها لفي غنى عن علة اخرى من علل الفساد والشقاق تضاف اليها ولكنها مع هذا لم تستوعب تلك العلل التي اصطلحت على حصة على من الدولة الاسلامية . فقد اضيفت اليها علة أخرى ، بل اضيفت اليها اكثر العلل التي تبتلى بها دولة أو حكومة . وهي اعتمادها في مواردها على غيرها .. فكانت موارد الشام في الشام نفسها من خراج او انفال او تجارة . اما موارد الحجاز فقد كانت بعيدة منه وأن دخلت في طاعته وجنحت الى القائم بالأمر فيه . وكانت مصر والسواد من حصة علي ، ولكنه لم ينتفع بمصر كثيراً لتعاقب الولاة فيها ، ولم يستفد بالسواد كثيراً لتعاقب الفتن والغارات عليها . وحسبك من هذا داعية قلق وباعث مخافة ومبطل امان وطمأنينة .

-77-

— ٦٦ —