القلوب كلما حيل بينهم وبين الظهور في الثورة بفعل محسوس . لأنهم عرفوا عليا من قبل ومن بعد فعلموا انه لن يقرهم على ما هم فيه ولن يلبث أن يحاسبهم على ما جمعوه من المال أو يأخذ عليهم طريق المزيد . عرفوا مذهبه في حساب الولاية ومذهبه في حساب الخلافة . فلما كان واليا لليمن أبى على بعض الصحابة أن يركبوا إبل الصدقة وقال لهم : انما لكم منها سهم كما للمسلمين ، ثم لام العامل الذي أذن لهم أن يركبوها في غيبته وهو منصرف الى الحج . وشاعت هذه القصة لأن أناساً شكوه إلى رسول الله عليه الصلاة و السلام ، فأنكر شكواهم منه وقال: « لقد علمت انه جيش في سبيل الله ..
ولما قام عثمان بالخلافة طال عتب علي عليه ، لأنه أباح للعمال والولاة ما ليس بمباح في رأيه ، ولقي بالعتاب كل صحابي من اخوانه جمع مالاً واستهوته فتنة البذخ والثراء . وليس مذهبه والياً ولا مذهبه خليفة مريح أولئك الأغنياء الذين ذاقوا حلاوة الغنى وكرهوا ان يحرموه أو يحاسبوا عليه . ولم يكن في وسع على أن يغض عنهم نظره ولو شاء ذلك، وهو لا يشاؤه ولا يحله لنفسه وقد أنكره على غيره . لأنه اذا غض نظره لم يستطع أن يغض الأنظار المفتوحة التي ثارت بعثمان وبايعت عليا بعده ليصنع 100 عبقرية الامام علي
-10-
— ٦٥ —