أنصارهم وأعدائهم ، وأوصى أبو بكر خليفته من بعده قائلاً : ه .. احذر هؤلاء النفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين انتفخت أجوافهم وطمحت أبصارهم وأحب كل امرىء منهم نفسه، وأن منهم الحيرة عند زلة واحد منهم فإياك أن تكونه ، وأعلم أنهم لن يزالوا منك خائفين ما خفت الله ) . فلما صارت الخلافة الى عثمان أهمل هذه السياسة الحكيمة وشق عليه أن يطيل حبسهم بالحجاز والهيمنة عليهم بجواره، فانطلقوا حيث ذهبت بهم المذاهب ، وكان منهم ما حذره أبو بكر حيث قال لعبد الرحمن بن عوف : ( ورأيتم الدنيا قد أقبلت .. حتى تتخذوا ستور الحرير ونضائد (١) الديباج وحتى يأتم أحدكم بالاضجاع على الصوف الأذربي " كما يألم أحدكم اذا نام على حسك السعدان » .
روى المسعودي انه في أيام عثمان اقتنى الصحابة الضياع والمال ، فكان لعثمان يوم قتل عند خازنه خمسون ومائة ألف دينار وألف ألف درهم، وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرهما مائة ألف دينار وخلف إبلا وخيلا كثيرة وبلغ الثمن الواحد من متروك الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار ، وخلف ألف فرس وألف أمة. وكانت غلة طلحة من - منسوب الى أذربيجان .
- ٦٣ -
— ٦٣ —