انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/61

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عن حظهم من العيش بعد أن علمهم الاسلام حقوق المساواة وشرع لهم شريعة الانصاف. ولقد يكون معظم المتآمرين على قتل عثمان من هؤلاء العبيد والموالي والأعراب المحرومين . فلما طولب علي بالاقتصاص منهم لمقتل عثمان قال : .. كيف أصنع بقوم يملكوننا لا نملكهم ؟ ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم وثابت إليهم أعرابكم ، وهم خلالكم يسومونكم ما شاءوا فهلا ترون موضعاً لقدرة على شيء مما تريدون . » وقالت السيدة عائشة ، رضي الله عنها : ( أيها الناس !. ان الغوغاء من أهل الأمصار واهل المياه ، وعبيد أهل المدينة اجتمعوا على هذا الرجل المقتول ظلماً بالأمس والله الأصبع عثمان خير طباق الأرض أمثالهم . " .

وكان مع علي جمهرة القراء والحفاظ وأصحاب النسك والفقه والشريعة ، وهم خلق كثير يعدون بالألوف ويتفرقون في الحواضر والبوادي ، ولا يزالون كانبياء بني اسرائيل منذرين متوعدين ساخطين على ترف المترفين، منكرين لكل خلاف ولو يسير في اقامة أحكام الدين. لا يرضون عن الدنيا ولا عمن رضي بها من طلابها، ولا يستمعون الى أمر الا أن يكون في رأيهم وفاقاً لحكم القرآن كما يفسرونه وحكم السنة

-11-

— ٦١ —