انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وأنصاره ، فقام في الجمع رجل من عبد القيس يقول : د يا معشر المهاجرين ! . انتم أول من أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لكم بذلك فضل .... الى أن قال يشير الى خلافة أبي بكر : ولم تستأمرونا في شيء من ذلك فجعل الله للمسلمين في إمارته بركة ، ثم مات واستخلف عليكم رجلا فلم تشاورونا في ذلك فرضينا وسلمنا . فلما توفي جعل أمركم الى ستة نفر فاخترتم عثمان ، وبايعتموه عن غير مشورة منا ، ثم بايعتم عليا من غير مشورة منا . فما الذي تقمتم عليه فنقاتله ؟ » . وهذا كلام رجل يدين بفضل المهاجرين ويقدمه في صدر مقاله ، فكيف بكلام الرجل ممن ينسون هذا الفضل أو تغلبهم المنافسة على الشهادة به في معرض الخصومة ؟ .. ولعل النافثين بهذا الغيظ كانوا يتوبون الى بعض الصبر والتجاوز لو انهم وجدوا من يشكون إليه فيحسن الاصغاء والاعتراف لهم بالحق في دعواهم ، ولكنهم كانوا يشكون فيثور بهم المخالفون ويلجئونهم الى الصمت راغمين . فلما قال ذلك الرجل مقالته هموا بقتله لساعته لولا ان حمته عشيرته وصحبه. ثم وثبوا عليه في الغد فقتلوه وقتلوا معه قرابة سبعين .

وكان العبيد والموالي والأعراب المحرومون حانقين متبرمين لا يرضون

170-

— ٦٠ —