أخذت مني بصفين ، فارتفع أمرهما الى معاوية وأقام الدمشقي خمسين رجلاً بيئة يشهدون أنها ناقته .. فقضى معاوية على الكوفي وأمره بتسليم البعير إليه . فقال الكوفي : أصلحك الله انه جمل وليس بناقـــة . فقال معاوية : هذا حكم قد مضى . ودس الى الكوفي بعد تفرقهم فأحضره وسأله عن ثمن بعيره فدفع اليه ضعفه وبره وأحسن إليه ، وقال أبلغ عليّاً أني أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة له : والجمل ! » ولقد بلغ من أمرهم في طاعتهم له انه صلى بهم عند مسيرهم الى صفين الجمعة في يوم الأربعاء واعاروه رءوسهم عند القتال وحملوه بها (1) فان كان في هذه القصص بعض المبالغة فهي مبالغة الفكاهة الموكلة لتكبير الملامح ليراها من غفل عنها ، وليست مبالغة الخلق والافتراء . وما هي إلا سنوات على هذه الوتيرة حتى اجتمع له كل منتفع بالنظام الاجتماعي الجديد، راغب في تدعيمه ووقايته من نذر الخطر والزوال. وعلى قدر هذا الدأب الشديد في اجتلاب أسباب التمكين والتدعيم كان له دأب مثله في اتقاء أسباب التمرد ، والاخلال بالنظام ، كما الذهب للمسعودي : الجزء الثاني . ١- مروج
-07-
— ٥٦ —