انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/54

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

لم يكن عجيباً لأنه جرى على النحو الذي ينبغي أن يجري عليه ، فلم يثبت كل الثبوت ولم يضطرب كل الاضطراب لأنه كان بناء جديداً في سبيل التمام ، ولم يكن بناء متداعياً فكله هدم واندثار ، ولا بناء قائماً مفروغاً منه فكله رسوخ واستقرار .

الا ان العجيب فيه حقا انه انقسم بين ثبوته واضطرابه قسمين اثنين متقابلين : في أحدهما كل عوامل الرضا عن النظام الاجتماعي والرغبة في بقائه وتدعيمه، وفي الآخر كل عوامل التذمر من النظام الاجتماعي والتحفز لتقويضه وتحويله .

أحدهما ، وهو قسم الرضا عن النظام الاجتماعي ، كان قسم معاوية ابن أبي سفيان في الشام وما جاورها .

والآخر ، وهو قسم التذمر من النظام الاجتماعي ، كان قسم علي ابن أبي طالب في الجزيرة العربية بجملة أنحائها

كانت الشام بمعنى من المعاني أرضاً أموية في عهد الجاهلية فلجأ اليها أمية جد الأمويين حين غلبه هاشم على الزعامة ، وقصد اليها أبناؤه متجر دين أو مهاجرين الى ما بعد قيام الدعوة الاسلامية .

ثم قامت الدعوة الاسلامية فكان من نصيب يزيد بن أبي سفيان ان يتولى الامارة والقيادة على الشام من قبل الخليفة ابي بكر الصديق ، وخلفه اخوه معاوية من قبل الخليفة عمر ، فلم يزل مقيماً على امارتها

— ٥٤ —