وانما تقول انه أخفق في العمل ونمسك ، ولعله لو تولى الخلافة قبلها أو تولى الملك بعدها لما ظهر منه ذلك الاخفاق ..
وحق لا شك فيه انه أخفق حيث يُشرفه اخفاقه ، وحيث يخفق الآخرون لو نصبتهم الأقدار في مثل مكانه ... ومات وقد حل مشكلة الخلافة بلسانه ، وهو الى اليوم موضع الخلاف عليها وعليه بين اصحاب المذاهب وأصحاب الأقوال في التاريخ .. فقد كان يود لو أن رسول الله استخلفه من بعده ، ولكنه لم يطلب اليه ذلك .. ولا رأى من الحكمة أن يطلبه اليه . قال ابن عباس ورسول الله في مرض الوفاة : ( اذهب الى رسول الله ، فسله فيمن يكون هذا الأمر .. فان كان فينا علمنا ذلك، وان كان في غيرنا أمر به فأوصى بنا.. قال : ( والله لئن سألناها رسول الله فمنعناها لا يعطيناها الناس أبداً ... والله لا أسألها رسول الله ابداً ... وآمن الامام بحكمة الرسول ايمان محبة وتصديق ، ولكنه لم يفارق الدنيا حتى كان قد آمن بها ايمان تعليم وتطبيق . فلما سألوه : ( أنبايع الحسن ؟ ، قال : ( لا آمركم ولا أنها كم ، فأنصف الذين سبقوه ولم يفرضوا على الناس استخلافه، لأنهم رأوا في موقفه منها مثل ما رأوه
- ٢٢٠ -
— ٢٢٠ —