يسألها اصحابه : من أخوالك ؟ .. فتجيب . وه » محاكاة لعواء الكلاب وكان يقول : ( ان للوالد على الولد حقاً ، وان للولد على الوالد حقاً .. فحق الوالد على الولد ان يطيعه في كل شيء الا في معصية الله سبحانه ، وحق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن ادبه ويعلمه القرآن .... ومن احسان التسمية ، انه هم بتسمية ابنه حرباً لأنه يرشحه للجهاد وهو أشرف صناعاته، لولا ان رسول الله سماه الحسن ، وهو أحسن .. فجرى على هذا الاختيار في تسمية أخويه الحسين والمحسن . واتم حق أبنائه في احسان أسمائهم فاختار لهم أسماء النبي واسلافه من الخلفاء : أبي بكر ، وعمر ، وعثمان . أما معيشته في بيته بين زوجاته وأبنائه ، فمعيشة الزهد والكفاف.. وأوجز ما يقال فيها أنه كان يتفق له أن يطحن لنفسه ، وأن يأكل الخبز اليابس الذي يكسره على ركبته ، وان يلبس الرداء الذي يرعد فيه ، وان أحداً من رعاياه لم يمت عن نصيب اقل من النصيب الذي مات عنه وهو خليفة المسلمين .. وكان الخليفة يوم كانت الخلافة تناقض ملك الدنيا . . فكان بيته نقيض القصر الذي تعرض الدنيا المملوكة بين أركانه وزواياه ..
- ٢١٥ -
— ٢١٥ —