كما أحيط به، وأما قولك لا تبايع حتى تأتي بيعة الأمصار فان الأمر أمر أهل المدينة وكرهنا أن يضيع هذا الأمر ، وأما قولك حين خرج طلحة والزبير فان ذلك كان وهنا على أهل الاسلام .. وأما قولك : اجلس في بيتك فكيف لي بما قد لزمني .... من تريدني ؟.. أتريد أن أكون مثل الضبع التي يحاط بها ويقال دباب دباب .. ليست هنا حتى يحل عرقوباها ثم تخرج .. واذا لم أنظر فيما لزمني من الأمر ويعنيني ، فمن ينظر فيه ؟ فكف عنك أي بني ... هذه معاملة ( أخوة تستغرب في الأجيال الماضية التي كان للأبوة فيها على البنين سيادة تقرب من سيادة المولى على الرقيق ، ولا ينقضها انه لطم الحسن يوماً لأنه ظن به تقصيراً في الدفاع عن عثمان .. فتلك سورة الغضب في موقف من أندر المواقف التي لا يقاس عليها في سائر الأحوال .. وكان رضي الله عنه ، يزهيه أن يحيط به أبناؤه في محافل الروع ومشاهد الزخرف .. فيخرج اليها وهم حافون به عن يمينه وشماله ، ومنهم من يحمل اللواء بين يديه ، وذلك زهو الشجاع الفخور بأشباله الشجعان .. واشتهر بالعطف على صغارهم ، كما اشتهر بمودة كبارهم .. فكان أحب شيء إليه أن يداعبهم أو يرى من يداعبونهم ، وكانت له طفلة ذكية ولدتها له زوجة من بني كلب يخرج بها الى المسجد ويسره ان
--
— ٢١٤ —