مكررة ، وشاءت المقادير أن تنقضي حياة الامام علي وللمرأة يد في القضاء عليها ، فكانت حياته الغالية مهراً لقطام التي قال فيها ابن أبي مياس المرادي : ولم أر مهراً ساقه ذو سماحة كمهر قطام من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة وضرب على بالحسام المسمم فلا مهر أغلى من على وإن غلا ولا فتك الادون فتك ابن ملجم والذي يجزم به مؤرخ الامام ان حياته البيتية خلت من شكاة لم يألفها الأزواج في زمانه ، وانها كانت على أحسن ما وصفت به الحياة الزوجية بين أمثاله .. عاش مع فاطمة رضى الله عنها ، لا يقرن بها زوجة أخرى .. حتى ماتت بعد موت النبي عليه السلام بستة أشهر .. وهي رعاية لها ورعاية المقام أبيها لا شك فيها ، فقد كان النبي عليه السلام كما جاء في الأثر يغار لبناته غيرة شديدة ، وروي عنه انه قال وهو على المنبر مرة : « ان بني هشام ابن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليا بن أبي طالب ، فلا آذن ، ثم لا آذن ، ثم لا آذن ، إلا ان يريد علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم .. فانها بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني مــــا آذاها " . وربما كان من وفائه لها غضبه لغضبها ، فأحجم عن مبايعة أبي بكر الى ما بعد وفاتها على بعض الروايات ، وهجره كما هجرته مدة حياتها.
- ٢١٢ -
— ٢١٢ —