انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/211

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وان ذلك سبب هياجها .. فاذا نظر أحدكم الى امرأة تعجبه قليلاً مس أهله ، فانما هي امرأة كامرأة ) . وعلى الجملة ، يمكن أن يقال أن آراء الامام في المرأة هي خلاصة الحكمة القديمة كلها في شأن النساء . فهن شر لا بد منه باتفاق آراء الأقدمين ، سواء منهم حكماء الهند واليونان أو الحكماء الذين نظروا الى المرأة بعين الدين من أبناء بني اسرائيل وآباء الكنيسة المسيحية وأئمة الاسلام لأنهم كانوا جميعاً يمزجونها بالشهوات التي تثيرها عامدة أو غير عامدة ، ويلقون عليها تبعة الشرور التي تنجم عنها بمكيدتها أو على الرغم منها، ولم تتغير هذه النظرة بعض التغير الا في الأزمنة الحديثة التي نظرت في استقلال التبعات على أساس ( الحرية الشخصية » .. فحاسبت المرأة بما تجنيه ، وأوشكت أن تبالغ في تبرئتها من جناياتها . فمن السهو عن الحقيقة، أن تتخذ آراء الأقدمين دليلاً على نصيبهم من الغبطة او السكينة في حياتهم البيتية لأننا خلقاء أن نحسبهم جميعاً من الأشقياء المعذبين في بيوتهم، وهو ما تاباه البداهة وتأباه أنباء التاريخ عن كثير من الأزواج والزوجات النابهات . وليس من اللازم في حياة الامام خاصة أن يستمد آراءه في المرأة من حياته البيتية . فقد كانت تجاربه في الحياة العامة مدداً لا ينفذ لهذه الآراء التي شاعت بين الأقدمين حتى أوشكت ألا تحتاج الى تجربة

- ٢١١

— ٢١١ —