طلائعهم ، واياكم والتفرق فاذا نزلتم فانزلوا جميعاً واذا ارتحلتم فارتحلوا جمياً ، واذا غشيكم الليل فاجعلوا الرماح كفة - أي محيطة بكم - ولا تذوقوا النوم إلا غراراً أو مضمضمة ) .. ومنها قوله : ( ولا تسر أول الليل، فان الله جعله سكناً وقدره مقاماً لا طعناً ، ومنها قوله للولاة : ( اني سيرت جنوداً هي مارة بكم ان شاء الله ، وقد أوصيتهم بما يجب لله عليهم من كف الأذى وصرف الشذى ، وأنا أبرأ اليكم والى ذمتكم من معرة الجيش الا من جوعة المضطر لا يجد عنها مذهباً الى شعبه، فنكلوا من تناول منهم شيئاً ظلماً عن ظلمهم ، وكفوا أيدي سفهائكم عن مضارتهم والتعرض لهم ... وهذه وما هو من قبيلها ، مناهج، موروثة أو أدب هو أقرب الى نظام الادارة منه الى خطط التعبئة وقيادة الميدان .. وعلى كونه قد اتبع هذه التقسيمات والمناهج في وقعة صفين ، لم تكن الوقعة كلها الا مناوشات هجوم ودفاع بين طوائف متفرقة في أوقات متباعدة .. كأنها ضرب آخر من ضروب فن الحرب على طريقة الفارس المناضل والبطل المفرد في موقف المبارزة أو في غمار الصفوف . وخلاصة ذلك كله ، ان ثقافة الامام هي ثقافة العلم المفرد والقمة العالية بين الجماهير في كل مقام ..
وانها هي ثقافة الفارس المجاهد في سبيل الله ، يداول بين القلم
— ٢٠٧ —