انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/206

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المغوار الذي يناضل الأفراد وينفع الجيش الذي هو فيه بقدوة الشجاعة واذكاء الحماسة وتعزيز الثقة بين صفوفه، وأنه يعرف كيف يكون الهجوم حيث يجب الهجوم، وكيف يحتال على عدوه بما يخلع قلبه ويفت في عضده ومن حيله المشهورة في توهين عزم عدوه ، انه أمر بعقر الجمل في الوقعة المعروفة باسمه، لأنه كان علم القوم الذين كانوا يلتفون به ويثبتون بثبوته . .. وهكذا كله فن البطل المغوار الذي يفرق العسكريون بينه وبين خطط القيادة وفنون التعبئة وتحريك الجيوش ... ولم يرد لنا من أنباء الامام في هذا الباب ما نحكم به على قيادته العسكرية بهذا الاعتبار ... نعم .. أنه كان يقسم جيشه الى ميمنة وميسرة وقلب وطليعة ومؤخرة ، وأشباه ذلك من التقسيمات التي جرى عليها في وقعة صفين على التخصيص .. وكانت له وصاياه المحفوظة في تسيير الجيوش وتأديب الجند ومعاملتهم لسكان البلاد، ومنها قوله : ( اذا نزلتم بعد و أو نزل بكم ، فليكن معسكركم من قبل الاشراف وسفاح الجبال، أو اثناء الأنهار، كيما يكون لكم رداء ودونكم ردا ، ولتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين، واجعلوا لكم رقباء في صياصي الجبال ومناكب الهضاب لئلا يأتيكم العدو من مكان مخافة أو أمن ، واعلموا ان مقدمة القوم عيونهم ، وعيون المقدمة

11.11

— ٢٠٦ —