فالكلم الجوامع التى رويت للامام طراز لا يفوقه طراز في حكمة السلوك على أسلوب الأمثال السائرة. وقد قال النبي عليه السلام : ( علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل ... فهذا الحديث الشريف أصدق ما يكون على الامام علي في حكمته التي تقارن بحكم أولئك الأنبياء ... فهي من طراز الحكم المأثورة عن أشهر أولئك الأنبياء بالمثل السائر وهو سليمان بن داود . .. ويزيد عليها أنها أبدع في التعبير ، وأوفر نصيباً من ذوق الجمال ، كقوله مثلاً : (
- ( نفس المرء خطاه الى أجله .. أو قوله : ( من يعط باليد
القصيرة يعط باليد الطويلة ) أو قوله : ( المرء مخبوء تحت لسانه ) أو قوله : ( الحلم عشيرة . . . أو قوله : ( من لان عوده كثفت أغصانه ، أو قوله : «كل وعاء يضيق بما جعل فيه الا وعاء العلم فانه يتسع ، الى أشباه هذه التعبيرات الحسان التي تحار فيها أي مزاياها أفضل وأقوم : صدق المعنى ، او بلاغة الأداء ، او جودة الصناعة .. وبعض أقواله ينضح بدلائل ( الشخصية » التي تلازم صاحب الفن الأصيل ، فتلبس معانيه لباساً من خوالج نفسه وأحداث زمانه، كما قال صواب الرأي بالدول . يقبل باقبالها ويذهب بذهابها » او كما قال : ما اكثر العبر واقل الاعتبار » . . او كما قال : « شاركوا الذي اقبل
- ٢٠٢ -
— ٢٠٢ —