انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/193

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

' وفتنة الزنج وغارات التتار وما إليها ، هي من مدخول الكلام عليه ... ومما أضافه النساخ الى الكتاب بعد وقوع تلك الحوادث بزمن قصير أو طويل .. ولا نجزم مثل هذا الجزم في أمر المقامات التي خلت من بعض الحروف ، لأن العقل لا يمنعها قطعاً كما يمنع استطلاع الغيب المفصل من ازياج النجوم ، ولكننا نستبعد جداً أن تكون هذه المقامات من كلام الامام لاختلاف الأسلوب واختلاف الزمن ، وحاجة النسبة هنا الى سند أقوى من السند الميسر لنا بكثير .

وكذلك نستبعد انه قال لكاتبه ليظهر علمه بغريب اللغة : ( ألصق روانفك بالحبوب وخذ المزير بشناترك واجل حندورتيك الى قيهلي حتى لا أنفي نفية الا أودعتها بحماطة حلجلانك » . • أي ( الصق مقعدك بالأرض وخذ القلم بين أصابعك واجعل عينيك الى وجهي حتى لا ألفظ بلفظة الا وعيتها في سواد قلبك ) . • فان الولع باظهار العلم بالغريب بدعة لم تعرف في صدر الاسلام ، ولم يلتفت الناس الى ادعائها إلا بعد استعجام العرب وندرة العارفين . ومثل هذا ، ما نسبوه اليه حيث زعموا انه قال : ما تربعلبنت قط ) أي ما أكلت السمك يوم السبت .. ( وما تسر و لقمت قط ، أي ما لبست السراويل قائماً .. الى أشباه هذه المخترعات التي تستغرب لفظاً ومعنى

عبقرية الامام علي (١٣)

— ١٩٣ —