Y نقده للشعراء نقد عليم بصير ، يعرف اختلاف مذاهب القول واختلاف وجوه المقابلة والتفضيل على حسب المذاهب ، ومن بصره بوجوه المقابلة بينهم أنه سئل : ( من أشعر الناس ؟ ، قال : ( ان القوم لم يجروا في حلقة تعرف المقابلة إلا بين أشباه وأمثال ولا يكون التعميم بالتفضيل إلا على التغليب .. وهذا فيما نعتقد أول تقسيم لمقاييس الشعر على حسب ( المدارس » والأغراض الشعرية بين العرب. فلا تكون المقابلة إلا بين أشباه وأمثال ولا يكون التعميم بالتفضيل إلا على التغليب . لكنه رضي الله عنه لم يرزق ملكة الاجادة في شعره، والنبي عليه السلام يرى ذلك حيث سألوه أن يأذن لعلي في هجاء المشركين فقال : ليس بذاك ، .. وأحالهم الى حسان بن ثابت ، وندب له من يبصره بمثالب القوم وكل شعره الذي رجحت نسبته إليه من قبيل هذه الأبيات التي وصف بها قبيلة همدان في وقعة صفين : ولما رأيت الخيل ترجم بالقنا فوار سها حمر النحور دوام وأعرض نقع في السماء كأنه عجاجة دجن ملبس بقتام ونادى ابن هند في الكلاع وحمير وكندة في لحم وحي جذام تیممت همدان الذين هم هم اذا ناب دهر جنتي وسهـ فجاوبني من خيل همدان عصبة فوارس من همدان غير لنام
-١١-
— ١٩١ —