انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/189

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

$ لم يكن موضوعاً لها ومحوراً لمباحثها ، تقول فيه وترد على قائلين . وقد اتصلت الحلقات بينه وبين علماء الكلام والتوحيد ، كما اتصلت الحلقات بينه وبين علماء الفقه والشريعة ، وعلماء الأدب والبلاغة .. فهو أستاذ هؤلاء جميعاً بالسند الموصول.. أما الفرق التي جعلته موضوعاً لها ومحوراً لمباحثها ، فحسبك أن تذكر الخوارج والروافض والشيعة والناصبين وأهل السنة ، فتكون قد ذكرت جميع الفرق الاسلامية بلا استثناء أو باستثناء جد يسير . وهنا تشتبك الفروع وتتأشب الأفانين ، فترى الفرقة الواحدة مزيجاً من التصوف والسياسة ، كالباطنية على اختلافها .. وقد تترامى بها الفروع حتى تصل الى القائلين بمذهب الباب أو مذهب البهاء ، وهم طرف مقطوع أو موصول ، من تلك الأصول ... فالامام أحق لقب به ، وهو أحق الأئمة بلقب الامام ! ... ولقد كانت له آية من آيات الشهداء في كثير من صفاته ، وكثير من معارض حياته ، وطوارىء أوقاته . وكانت له في الإمامة آية أخرى من هذه الآيات .. فآية الشهداء انهم يبخسون حقهم في الحياة، ثم يعطون فوق حقوقهم بعد الممات .. أو هم يعرضون لنا عجائب الدنيا في اقبالها وادبارها ، كما قال الامام رضي الله عنه : « انها إذا أدبرت عن انسان سلبته محاسن نفسه ، وإذا أقبلت

-- ١٨٩ -

— ١٨٩ —