انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/188

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أحد غيره ، بين جميع الأئمة الذين وسموا بهذه السمة من سابقيه ولاحقيه .. ولم وليس هو بفرد في الإمامة بجملة معانيها ؟ .. ألم يكن الصديق اماما كعلي ؟.. ألم يكونوا خلفاء راشدين اذا قصدت الخلافة الراشدة بعد النبوة ؟ .. بلي كانوا أئمة مثله ، وسبقوه في الإمامة ... ولكن الإمامة يومئذ كانت وحدها في ميدان الحكم بغير منازع ولا شريك، ولم يكتب لأحد منهم أن يحمل علم الإمامة ليناضل به علم الدولة الدنيوية ، ولا أن يتحيز بعسكر يقابله عسكر ، وصفة تناوئها صفة ، ولا أن يصبح رمزاً للخلافة يقترن بها ولا يقترن بشيء غيرها .. فكلهم إمام حيث لا اشتباه ولا التباس ، ولكن الامام بغير تعقيب ولا تذييل هو الامام كلما وقع الاشتباه والالتباس.. وذاك هو علي بن أبي طالب، كما لقبه الناس وجرى لقبه على الألسنة .. فعرفه به الطفل وهو يسمع أماديحه المنغومة في الطرقات ، بغير حاجة الى تسمية أو تعريف ...

وخاصة أخرى من خواص الإمامة ، ينفرد بها علي ولا يجاريه فيها امام غيره ، وهي اتصاله بكل مذهب من مذاهب الفرق الاسلامية منذ وجدت في صدر الاسلام ، فهو منشىء هذه الفرق أو قطبها الذي تدور عليه . وندرت فرقة في الإسلام لم يكن علي معلماً لها منذ نشأتها ، أو

- ١٨٨ -

— ١٨٨ —