يا زبير، اخرج الي .. فخرج إليه شاكا في السلاح ، وسمعت السيدة عائشة فصاحت : واحرباه ! .. اذ كان خصم علي مقضياً عليه بالموت كائناً ما كان حظه من الشجاعة والخبرة بالنضال . فلما تقابل علي والزبير اعتنقا ، وعاد علي يسأل : « ويحك يا زبير ما الذي أخرجك ؟ ... قال : ( دم عثمان » قال : ( قتل الله أولادنا بدم عثمان ) وجعل يذكر عهوده و عهود رسول الله ، ومنها مقالة النبي : « والله ستقاتله وأنت له ظالم فاستغفر الزبير وقال : « لو ذكرتها ما خرجت »
ولما وقف علي على جثة طلحة بكي أحر بكاء ، وجمل يمسح التراب عن وجهه وهو يقول : ( عزيز علي أن أراك أبا محمد مجندلا تحت نجوم السماء ، وتمنى لو قبضه الله قبل هذا اليوم بعشرين سنة .. والمودة عند فارس كعلي عهد محفوظ وموثق مذكور ، إن فاتها أن تكون حنان قلب أو ألفة شعور . ويخيل الينا انه لم يرزق قط صداقة الألفاء الذين يرعاهم ويرعونه لأنه يحبهم ويحبونه ، ولكنه عامل الناس وعاملوه على سنة العهود وديدن الفروسية ، فلم تزل بينه وبينهم إيماءة الى سلاح مغمد أو سلاح -1A- .
!
— ١٨٤ —