انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/183

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

للولاية ، حتى حسب عليه وانطلقت الألسنة بانتقاده من أجله ، وقد سمي ثلاثة من أبنائه بأسماء الخلفاء الذين سبقوه، وهم: أبو بكر ، وعمر، وعثمان . .. ويخطيء جداً من يتخذ فتواه في مقتل الهرمزان دليلا على كراهيته العمر أو نقمة منه في أبنائه .. فقد أسرع عبيد الله بن عمر الى الهرمزان، فقتله انتقاماً لأبيه ، ولم ينتظر حكم ولي الأمر فيه ولا أن تقوم البينة القاطعة عليه . فلما استفتي في هذه القضية أفتى بالقصاص منه ، ولم يغير رأيه حين تغير رأي عثمان ، فأعفاه من جريرة عمله .. لأنه هو الرأي الذي استمده من حكم الشريعة كما اعتقده وتحراه ، وبهذا الرأي دان قاتله عبد الرحمن بن ملجم ، فأوصى وكرر الوصاية ألا يقتلوا أحداً غيره لمظنة المشاركة بينه وبين رفقائه في التآمر عليه . وانك لن تجد انسانا أعرف بالعهد ، ولا أصون له ممن يتذاكره في حومة الحرب ، ويرى أن التذكير به ينزع السلاح من الأيدي ، ويعود بالخصمين المتناجزين الى الصفاء والأخاء .. فما حارب علي عدواً له سابقة مودة به إلا أن يذكره بتلك السابقة ، ويستنجد بالصداقة الأولى فيه على العداوة الحاضرة . ومن ذلك موقفه مع الزبير وطلحة في وقعة الجمل ، وهما ملحان في حربه وانكار بيعته ... فخرج حاسراً لا يحتمي بدرع ولا سلاح ، ونادى :

- ١٨٣ -

— ١٨٣ —