بنو هاشم ، فقال : ( انه لم يمنعنا من أن نبايعك يا أبا بكر إنكار لفضيلتك، ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله إليك ، ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا فاستبددتم به علينا » ومع هذا اليقين الراسخ عنده في حقه وحق غيره ، نرجع الى سيرته وأحاديثه .. فنرى ولا ريب أنها أقل ما تشعر به النفس الانسانية في هذه الحالة من النفرة والنقمة ، ولا نجد في خطبه ومساجلاته التي ذكر فيها الخلفاء السابقين كلمة تستغرب من مثله ، أو يجاوز بها حد الحجة التي تنهض بحقه .. بل الغريب انه لزم هذا الحد ولم يجاوزه الى جمحة غضب تفلت معها بوادر اللسان، ولو جاوزه لكان عاذروه أصدق من لائميه ..!
وقد أعان أسلافه الثلاثة برأيه وعمله، وجاملهم مجاملة الكريم بمسلكه و مقاله . ولم يبدر منه قط ما ينم على كراهية وضغن مكتوم .. ولكنه كان يأنف أن ينكر هذه الكراهية اذا رمي بها كما يأنف العزيز الكريم . وفي ذلك يقول من خطاب الى معاوية : ( ذكرت ابطائي عن الخلفاء وحسدي اياهم والبغي عليهم ، فاما البغي فمعاذ الله أن يكون ، وأما الكراهية لهم فوالله ما أعتذر للناس من ذلك . وأولى أن يقال ان دلائل وفائه في حياتهم، وبعد ذهابهم، كانت أظهر من دلائل جفائه . فانه احتضن ابن أبي بكر محمداً وكفله بالرعاية ورشحه - ١٨٢ - 1 1
i
— ١٨٢ —