وان دلت أحياناً على طبيعة يحقد الناس عليها ويفرطون . فمن المعلوم أن علياً كان يرى أنه أحق بالخلافة من سابقيه ، وأنه لم يزل مدفوعاً عن حقه هذا منذ انتقل النبي عليه السلام الى الرفيق الأعلى . واحتج المهاجرون على الأنصار في أمر الخلافة بالقرابة منه صلوات الله عليه . قال : ( ولما احتج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول الله صلى الله عليه وسلم فلجوا عليهم .. فان يكن الفلج به فالحق لنا دونكم ، وأن بغيره فالأنصار على دعواهم ) كذلك كان رأيه في الخلافة يوم بويع بها الصديق ، ثم بويع بها الفاروق ، ثم بويع بها عثمان ... ، وجاءت قضية الارث بعد قضية الخلافة في أوائل عهد الصديق فباعدت الفرجة بين القلوب، وأطالت العزلة بين الأصحاب . . وخلاصة هذه القضية ، أن فاطمة والعباس رضي الله عنهما طلبا ميراثهما في أرض فدك وسهم خيبر ، فذكر لها الصديق حديث النبي عن أرث الأنبياء ، ونصه في روايته : ( نحن معاشر الأنبياء ، لا نورث .. ما تركناه فهو صدقة .. انما يأكل آل محمد من هذا المال . فغضبت فاطمة ، ولم تكلمه حتى ماتت .. ودفنها علي ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر .. وقيل ان علياً تخلف عن البيعة ستة أشهر إلى ما بعد وفاتها. ثم أرسل الى أبي بكر أن انتنا ولا يأتنا معك أحد . . وتلقاه وعنده (١) فلجوا : أي انتصروا عليهم .
-141-
— ١٨١ —