وكل ما عدا ذلك ، فليس بالممكن وليس بالمعقول ليس بالممكن أن يكره له التقديم والكرامة .. وليس بالممكن أن يحبها له، وينسى في سبيل هذا الحب حكمته الصالحة للدين والخلافة .. واذا كان قد رأى الحكمة في استخلافه ، فليس بالممكن أن يرى ذلك ثم لا يجهر به في مرض الوفاة أو بعد حجة الوداع .. واذا كان قد جهر به ، فليس بالممكن أن يتألب أصحابه على كتمان وصيته وعصيان أمره . انهم لا يريدون ذلك مخلصين ، وانهم إن أرادوه لا يستطيعونه بين جماعة المسلمين، وأنهم ان استطاعوه لا يخفى شأنه ببرهان مبين ، ولو بعد حين فكل أولئك ليس بالممكن ، وليس بالمعقول ... وانما الممكن والمعقول هو الذي كان ، وهو الحب والايثار ، والتمهيد لأوانه ، حتى يقبله المسلمون ويتهيأ له الزمان . أما العلاقة بين علي وسائر الصحابة من الخلفاء وغير الخلفاء ، فهي علاقة الزمالة المرعية والتنافس الذي يثوب الى الصبر والتجمل والتقية فليس فيا لدينا من الأخبار والملامح ما يدل على ألفة حميمة بينه وبين أحد من الصحابة المشهورين ، وليس فيها كذلك ما يدل على عداوة وبغضاء .. بل ليس في أخباره جميعاً ما يدل على طبيعة تحقد على الناس ، -11.-
1
— ١٨٠ —