i I الدين أشد من حذره أن يحسبها الناس سبيلا إلى الملك والدولة في بني هاشم ، وقد حرم نفسه الشريفة حظوظ الدنيا وأقصى معظم بني هاشم عن الولاية والعمالة لينفي هذه الظنة .. ويدع الحكم للناس يختارون من يرضونه له بالرأي والمشيئة ... فالتزم في التمهيد لعلى وسائل ملموحة لا تتعدى التدريب والكفالة الي التقديم والوكالة ، أرسله في سرية الى فدك لغزو قبيلة بني سعد اليهودية ، وأرسله الى اليمن للدعوة الى الاسلام ، وأرسله الى منى ليقرأ على الناس سورة براءة ، ويبين لهم حكم الدين في حج المشركين وزيارة بيت الله ، وأقامه على المدينة حين خرج المسلمون الى غزوة تبوك ... ولم يفته مع هذا كله أن يلمح الجفوة بينه وبين الناس ، وأن يكله الى السن تعمل عملها مع الأيام ، ويكلهم في شأنه الى ما ارتضوه ، عسى أن تسنح الفرصة لمزيد من الألفة بينهم وبينه ... هذه فيما نعتقد أصح علاقة يتخيلها العقل، وتنبىء عنها الحوادث بين النبي وابن عمه العظيم ..
وربما كانت أصح العلاقات المعقولة لأنها هي وحدها العلاقة الممكنة المأمونة ، وكل ما عداها فهو بعيد من الامكان بعده من الأمان . فهو يحبه ويمهد له وينظر الى غده ، ويسره أن يحبه الناس كما أحبه ،
و أن يحين الحين الذي يكلون فيه أمورهم إليه
— ١٧٩ —