انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/178

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مؤمن بعدي ، وقال لأحدهم في روايات أخرى : ( أتبغض عليا ؟ ، قال : ( نعم ! ) قال : ( لا تبغضه ، فان له في الخمس أكثر ذلك ، من أي أكثر من السبية التي اصطفاها .. لا تبغضه ، وان كنت تحبه فازدد له حباً

وبعث رسول الله عليا إلى اليمن ، فسأله جماعة من أتباعه أن يركبهم إبل الصدقة ليريحوا إبلهم ، فأبى .. فشكوه إلى رسول الله بعد رجعتهم. وتولى شكايته سعد بن مالك بن الشهيد ، فقال : يا رسول الله لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق . . ، ومضى يعدد ما اذا كان في وسط كلامه ضرب رسول الله على فخذه ، وهتف به : « يا سعد مالك بن الشهيد ، بعض قولك لأخيك علي ؟ فوالله لقد لقيه ، حتى بن علمت انه جيش في سبيل الله » وشكا بعض الناس مثل هذه الشكوى ، فقام رسول الله فيهم خطيباً يقول لهم : ( أيها الناس .. لا تشكوا عليا ، فوالله انه لجيش في ذات الله » . ويلوح لنا ان النبي عليه السلام كان يجب علياً ويحببه إلى الناس ليمهد له سبيل الخلافة في وقت من الأوقات ، ولكن على أن يختاره الناس طواعية وحباً .. لا أن يكون اختياره من حقوق العصبية الهاشمية ، فإنه عليه السلام قد انقى هذه العصبية جهد اتقائه ، ولم يحذر خطراً على

- ١٧٨ -

— ١٧٨ —