i الذي كفله وحماه ، وكان ربيبه الذي أوشك أن يتبناه، وكان زوج ابنته العزيزة عنده ، وكان بديله في الفراش ليلة الهجرة التي هم المشركون فيها بقتل من يبيت في فراشه . وكان نصيره الذي أبلى أحسن البلاء في جميع غزواته ، وتلميذه الذي علم من فقه الدين ما لم يعلمه ناشىء في سنه ؟ ... حب النبي لهذا الانسان حقيقة لا حاجة بها الى تأويل الرواة ولا الى تفسير النصوص ، لأنها حقيقة طبيعية ، أو حقيقة بديهية قائمة من وراء كل خلاف . .. ومما لا خلاف فيه كذلك، انه عليه السلام كان لا يكتفي بحبه اياه ... بل كان يسره ويرضيه أن يحببه إلى الناس ، وكان يسوؤه ويغضبه أن يسمع من يكرهه ويجفوه ... بعث رسول الله عليا في سرية ليقبض الخمس ، فاصطفى منه سبية، وأتفق أربعة من شهود السرية أن يبلغوا ذلك الى رسول الله . وكان المسلمون اذا قدموا من سفر بدءوا بالرسول ، فسلموا عليه وأبلغوه ما عندهم ، ثم انصرفوا إلى رحالهم ... فقام أحد الأربعة وحدث الرسول بما رأى فأعرض عنه ، وظن الصحابة أنه لم يسمعه .. فتناوبوا الحديث واحداً بعد وأحد في معنى كلامه . فلما فرغ الرابع من حديثه أقبل عليه رسول الله وقد تغير وجهه فقال : ( ما تريدون من على ؟.. ما تريدون من . علي ؟ .. ما تريدون من علي ؟ .. علي مني وأنا منه وهو ولي كل
عبقرية الامام علي (١٢)
— ١٧٧ —