انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/176

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الناس اليه ، فقال : ( من النساء عائشة ، ومن الرجال أبوها » . ولا تناقض بين الحديثين ، إذ كانت السيدة عائشة هي التي تروي الحديث الأول ، وتخرج من كلامها كما يخرج المتكلم من عموم كلامه ، أو كانت تروي عن أقرباء النبي من لحمه ودمه ، فتقول ما تعلم عن غيرها وهذان نموذجان من الأحاديث النبوية في فضل علي ومحبته ومنزلته عند الله ونبيه ، وهي تعد بالعشرات . وأصحاب المذاهب يختلفون في تأويل هذه الأحاديث ، وفي أسانيدها، ويوجهونها حيث اتجهوا من التشيع للامام أو التشيع عليه .. وهو شرح طويل لا يهمنا منه هنا أن ننصر فيه فريقاً على فريق ، أو ترجح مذهباً على مذهب .. اذ ليس فهم الامام موقوفاً على تغليب أي الفريقين وتعزيز أي المذهبين ، و فهم الامام على حقيقته النفسية والتاريخية هو كل ما نعنيه فمهما يختلف الرواة في تأويل الأحاديث ، فالذي يسعك أن تجزم به من وراء اختلافهم ، ان عليا كان من أحب الناس الى النبي ، ان لم يكن أحبهم اليه على الاطلاق لقد كان النبي عليه السلام يغمر بالحب كل من أحاط به من الغرباء والأقربين .. فأي عجب أن يخص بالحب من بينهم انساناً ، كان ابن عمه

١٧٦ -

— ١٧٦ —