انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/173

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وكان الامام يذكر أبداً في حكومته ان الحقوق العامة لها شأن لا يُنسى مع حقوق الأفراد ... ومن ذلك ما نقله الطبري عن بعض الأسانيد ، حيث قال : ( رأيت عليا عليه السلام خارجاً من همدان ، فرأي فتيين يقتتلان ففرق بينهما ... ثم مضى فسمع صوتاً : يا غوثا بالله . فخرج يحضر نحوه حتى سمعت خفق نعله، وهو يقول : ( أتاك الغوث .. » فاذا رجل يلازم رجلاً ، فقال : يا أمير المؤمنين .. بعت هذا ثوباً بتسعة دراهم وشرطت عليه ألا يعطيني مغموزاً ولا مقطوعاً ، فأتيته بهذه الدراهم ليبدلها لي فابي فلزمته فلطمني ، فقال : ( ابدله ، ثم قال : ( بينتك على اللطمة ، فأتاه بالبينة ... قال : ( دونك فاقتص ، قال : ( اني قد عفوت يا أمير المؤمنين ) قال : ( انما أردت أن أحتاط في حقك .. ثم ضرب الرجل تسع درات ، وقال : ( هذا حق السلطان ) وكان يكرر هذا الحكم في كل ما شابهه من أمثال هذا العدوان ، وهو اشبه المذاهب بمذهب الحكومات العصرية في القصاص. ويقال الكثير عن مناهج الامام في الحكومة وسياسة الرعية مما يغني فيه هذا الاجمال عن التوسع في التفصيل ولكن الذي لا ينسى في سياق الكلام عن الامامة والدعوة العالمية ، انه رضي الله عنه كان أول من خرج بالعاصمة من المدينة الى أرض غير أرض الحجاز ، وهو الحجازي سليل الحجازيين ...

- ١٧٣ -

— ١٧٣ —