رجمها ، فقال علي : ( هذه مضطرة الى ذلك .. فخل سبيلها . وهذه أمثلة قليلة من أمثلة كثيرة في القصاص وتفسير الشريعة .. F إلا انه قد حاد عن هذه السنة في أمر واحد خالفه فيه بعض فقهاء عصره ، ومنهم ابن عمه عبدالله بن عباس . وذلك هو احراقه الروافض الذين عبدوه ووصفوه بصفات الآلهة ، وأبوا أن يتوبوا عن ضلالتهم مرة بعد مرة ، وقيل انهم أصروا على عنادهم وهم يحرقون .. فاتخذوا من تعذيبه لهم بالنار دليلاً على انه هو الإله المعبود.. اذ لا يعذب بالنار الا الله فهؤلاء المفسدون والمفتونون قد استحقوا عقوبة الموت بقضاء الشريعة وقضاء الدولة التي لا يقوم لها نظام على هذه الضلالة .. ولكن الاحراق بالنار صرامة لا توجبها ضرورة العقاب ، وليس في اجتنابها خطر على الشريعة ، ولا على النظام ... انما شفيع الامام في هذه الصرامة انه كان هو المستهدف لتلك الضلالة ، وهو مظنة الريبة في الهوادة فيها .. فهو ينزه عدله عن كل ظن حيث تظن بالهوادة جميع الظنون ، وقد أحرق الذين ألهوه.. ونهى عن قتال الخوارج الذين حكموا بكفره ، الا أن يفسدوا في الأرض أو يبدءوا بالعدوان على بريء . وفي هذا الانصاف بين مؤلهيه ومكفريه شفاعة من تلك الصرامة في العقاب . - ١٧٢ - نه
4 1
— ١٧٢ —