$ أقطع الأدلة على الوحدة بين أوانه وأوان الخلافة .. فاذا ذهب هذا وجب إن يذهب ذاك ، أيا كانت السياسة المتوخاة ، وبالغاً ما بلغ نصيبها من السواد والصواب ... ولنا أن نعمم هذا الحكم الانساني في كل شأن من شئون الحكومة ، قضى به علي في عهده أو عهود الخلفاء من قبله .. فالروح الانساني هو قوام الحكومة الإمامية ، كما ينبغي أن يكون ، وهو قوامها كما كانت على يديه جهد الطاقة الآدمية ما لها من حدود .. طاقة لها وهي . جيء الى عمر بن الخطاب بامرأة زانية يشتبه في حملها ، فاستفتى الأمام .. فأفتى بوجوب الابقاء عليها حتى تضع جنينها ، وقال له : « ان كان لك سلطان عليها فلا سلطان لك على ما في بطنها » . وانتزع امرأة من أيدي الموكلين باقامة الحد عليها .. وسأله عمر فقال : ( أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يكبر ، وعن المبتلى حتى يعقل ؟ ) ؟ ، قال : ( بلي ) قال : ( فهذه مبتلاة بني فلان .. فلعله أتاها وهو بها ، قال عمر : ( لا أدري ، قال : ( وأنا لا أدري، فترك رجمها للشك
في عقلها .. وأتى عمر بامرأة أجهدها العطش ، فمرت على راع فاستسقته .. فأبى أن يسقيها الا أن تمكنه من نفسها .. ففعلت ، فشاور الناس في 3
١٧١-
— ١٧١ —