الحساب، لما كان في اختصاصه اياهم مستبيح حق ولا مستبيح مال . فكيف وهو لا يختصهم الا بالقليل منها ، ولا يختصهم وله مندوحة عنهم ، أو يختصهم وهم دون غيرهم في القدرة والأمانة ؟ فالمقارنة هنا مقارنة أشكال وحروف ، وكل ما توحي الى الناقد بها أنه يذكر الأقرباء هنا والأقرباء هناك وقد انقسمت طريق الخلافة ، وطريق الدولة الدنيوية في كل أمر من الأمور على عهد الامام ، ولم تنقسم في مسألة الولاة أو مسألة الاستغلال . وأكبر ما يذكر من انقسام الطريقين في عهده قيام الفكرة العالمية الى جانب العصبية بالقبيلة أو بالوحدة الوطنية. فالدولة الدنيوية تشد أزرها بالعصبية الجنسية، والخلافة الدينية تشد ازرها بالأخاء بين الشعوب وبطلان الفوارق بين الأجناس ... وقد كانت القبيلة من انصار الامام ، تقاتل القبيلة من أنصار معاوية في سبيل الرأي والعقيدة وكان أنصار الامام أبداً من الفرس والمغاربة والمصريين أكثر من أنصاره بين قريش خاصة ، وبين بني هاشم على الأخص ، وبين قبائل العرب على التعميم . وهذا الامتزاج بين الفكرة العالمية وبين امامة علي أو خلافته ، هو - ١٧٠ - 1 i i
TOW
— ١٧٠ —