يزين لك الشره بالجور .. فان البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله .. ان شر وزرائك من كان للاشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام فلا يكونن لك بطانة ، فانهم أعوان الأئمة واخوان الظلمة ، وأنت واجد منهم خير الخلف ، ممن له مثل آرائهم ونفاذهم .. وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم . . . ولم ينكر قط شيئاً من سياسة التولية ، ثم صنع مثله في عهده ، على كثرة الاغراء حوله باصطناع التقية والمداراة والهوادة قليلا مع الأقرباء وذوي الأخطار . ومن زعم غير ذلك ، من ناقديه في عصره أو بعد عصره ، فانما هو آخذ في المقارنة بالأشكال والحروف دون البواطن والغايات . . إذ كان مما قيل مثلا ان عليا أقام عبد الله بن عباس على البصرة ، وعبيد الله بن العباس على اليمن، ومحمداً بن أبي بكر ابن زوجته على مصر .. وهم أقرباؤه وخاصة أهله ، فهو اذن يصنع ما أنكره على حكومة عثمان من إيثار الأقرباء بالولايات واقصاء الآخرين عنها ... ولكنها كما قلنا مقارنة بالأشكال والحروف دون البواطن والغايات لأن المقارنة الصحيحة بين العملين تسفر عن فارق بعيد كالفارق بين النقيض والنقيض .. فبنو هاشم لم يكن لهم متسع لعمل أو ولاية في غير حكومة الامام ، ،
1
— ١٦٨ —