} إسراف الولاة الجمع، وسوء ظنهم بالبقاء وقلة انتفاعهم بالعبر به إلى الأشتر أما دستوره في الولاة والعمال ، فخلاصته ما كتب: النخعي يقول له : ( انظر في أمور عمالك ، فاستعملهم اختباراً ولا تولهم محاباة وأثرة .. فانهم جماع من شعب الجور والخيانة ، وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الاسلام ، فانهم أكثر أخلاقاً وأصح اعراضاً وأقل في المطامع اسرافاً ، وأبلغ في عواقب الأمور نظراً .. ثم أسبغ عليهم الأرزاق ، فان ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم ، وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم ، وحجة عليهم ان خالفوا أمرك أو ثلموا أمانتك ، ثم تفقد أعمالهم وابعث العيون من أهل الصدق والعيون عليهم .. فان تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية ) وعلى هذه العناية باستطلاع أحوال الولاة والعمال، كان ينهى أشد النهي عن كشف معائب الناس ، أو كما كان يقول في وصية ولاته : وليكن أبعد رعيتك منك وأشناهم عندك أطلبهم المعائب الناس .. فان في الناس عيوباً ، الوالي أحق من سترها .. فلا تكشفن عما غاب عنك منها ، فانما عليك تطهير ما ظهر لك . وكان ينهى عن بطانة السوء مع حثه على اتخاذ العيون والجواسيس، فقال في وصيته لمحمد بن أبي بكر : لا تدخلن في مشورتك بخيلاً يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، ولا جباناً يضعفك عن الأمور، ولا حريصاً
- ١٦٧ -
— ١٦٧ —