انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/166

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليم ، ولا تخدج بالتحية لهم ، ثم تقول : عباد الله . أرسلني اليكم ولي الله وخليفته لآخذ منكم حق الله في أموالكم ، فهل الله في أموالكم حق فتؤدوه الى وليه ؟ .. فان قال قائل: لا ، فلا تراجعه .. وان أنعم لك منعم ، فانطلق معه من غير أن تخيفه وتتوعده أو تعسفه أو ترهقه ، فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة ، فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها الا بإذنه ، فان أكثرها له .. فاذا أتيتها فلا تدخل عليها دخول متسلط عليه ولا عنيف به .. ولا تنفرن بهيمة ولا تفزعها ، ولا تسوءن صاحبها فيها ، وأصدع المال صدعين ، ثم خيره ، فاذا اختار فلا تعرضن لما اختاره، فلا تزال كذلك حتى يبقى ما فيه وفاء حق الله في ماله فاقبض حق الله منه ، فان استقالك فاقله .. » .. . وكان دستوره في تحصيل الضرائب المفروضة على الناس ، ان النظر في عمارة الأرض أبلغ من النظر في استجلاب الضريبة ، فكان يكتب الى واليه : « تفقد أمر الخراج بما يصلح أهله .. فان في صلاحه وصلاحهم صلاحاً لمن سواهم ، ولا صلاح لمن سواهم الا يهم .. لأن الناس كلهم عيال على الخراج وأهله، وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج ، لأن ذلك لا يدرك الا بالعمارة ، ومن جلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد ، ولم يستقم أمره الا قليلا ، وانما يؤتى خراب الأرض من اعواز أهلها ، وانما يعوز أهلها -171- 1 i }

!

— ١٦٦ —