حائل بينها وبين ما طمحت اليه من الصولة والثراء ... وهذا على تقدير المقدرين ان عليا يؤاخذ لاجتنابه هذه السياسة ، وانه لو اتبعها لكانت أجدى عليه وليست هي أجدى عليه لو اتبعها ، ولا هو على اجتنابها بملوم .. وتفضي بنا هذه التقديرات جميعاً الى نتيجة واضحة نلخصها في كلمات وجيزة ، ونعتقد انها أعدل الأقوال في وصف تلك السياسة التي كثرت فيها مطارح النقد والدفاع ... فسياسة علي لم تورطه في غلطات كان يسهل عليه اجتنابها باتباع سياسة أخرى .. وهي كذلك لم تبلغه مارب مستعصية، كان يعز عليه بلوغها في موضعه. الذي وضع فيه وعلى مجراه الذي جرى عليه ... فليست هي علة فشل منتزع ، ولا علة نجاح منتزع ، أو هي لا تستدعي الفشل من حيث لم يخلق ، ولا تستدعي النجاح من حيث لم يسلس له قياد ... ورأينا في سياسته فهماً وعلماً ، ولكننا لم نر فيها الحيلة العملية التي هي الى الغريزة أقرب منها الى الذكاء .. فكان نعم الخليفة ، لو صادف أوان الخلافة ..
-17.-
— ١٦٠ —