انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/158

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الانسان عن عمله وتصريف إرادته وفكره . ولا يجوز أن نرجع به إلى حكم الحوادث القاهرة ، وسلطان المصادفـــات التي لا قبل له بتبديلها . ولكن الواقع أن هذه السياسة - سياسة المنافع الدنيوية - لم تكن لتجديه شيئاً بعد وفاة النبي ، ولا بعد مقتل عثمان .. فبعد النبي عليه السلام ، لم تكن ذخائر الفتوح قد استفاضت في الأيدي وأنشأت في المجتمع الاسلامي طبقة مسموعة الصوت تحرص عليها وتستزيدها . فالذي يناضل في سبيل الحكم بسلاح هذه المنافع ، انما كان يناضل بسلاح غير موجود .. بل كان يناضل سلاحاً ماضياً ينهزم أمامه لا محالة وهو سلاح الحماسة الدينية التي غَلَبَتْ في ضرباتها الأولى كل سلاح. أما بعد مقتل عثمان ، فابعد الأمور عن التخيل أن يغلب علي معاوية في سوق المنافع الدنيوية ، لأن معاوية قد أهب لها أهبته قبل وجمع . ـع لها أنصاره وكنز لها كنوزه في بلاد وادعة بين عشرين سنة جند مطيع . ، ولو توافرت لعلي مادة هذه السياسة، لما توافر له أعوانها والمساعدون عليها .. فليس أقل نفعاً في هذا المضمار من اعوانه الذين ثاروا على سياسة -101- 1

! i I 1 --

S

— ١٥٨ —