وبقيت الجفوة بينه وبين قريش على حالها ، لم يكفكف منها تقادم . العهد كما قال ابن أبي الحديد .. وعلى هذه الجفوة في القبيلة كلها ، دخلت في الأمر دخلة البواعث الشخصية التي لا يسلم منها عمل من أعمال بني الانسان في زمن من الأزمان . .. فقد اجتمع رهط الشورى الذين ندبهم الفاروق لاختيار الخليفة من بعده ، فتقدم بينهم عبد الرحمن بن عوف فخلع نفسه من الأمر كله ليتاح له أن يستشير الناس باسمهم ويعلن البيعة على عهدتهم . وقيل انه أنس من الزبير وسعد بن ابي وقاص ميلا موقوتاً إلى على وانحرافاً موقوتاً عن عثمان ، فسارع الى المنبر وبايع عثمان وجاراه الحاضرون مخافة الفتنة والشقاق .. وكان عبد الرحمن بن عوف صهراً لعثمان ، لأنه زوج أخته لأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط
ويقضي الحق أن يقال في هذا المقام ان بيعة عثمان قد تمت باتفاق بين المسلمين لم ينقضه خلاف معدود ، فليست كلمة عبد الرحمن بن عوف هي التي خذلت عليا وقدمت عثمان عليه ، اذ لو كانت هناك مغالية شديدة بين حزبين متكافئين لما استقامت البيعة لعثمان بكلمة من عبد الرحمن ابن عوف .. وهو واحد من خمسة أو ستة اذا أشركنا معهم عبد الله .
-100-
— ١٥٥ —