انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/154

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لأن قريشاً لا تنفس على بني تيم ، ولا بني عدي ، ولا بني أمية ، في رئاسة عثمان خاصة .. كما تنفس على بني هاشم ، اذ تجتمع لهم النبوة والخلافة والامام نفسه لم يفته أن يدرك هذا بثاقب نظره ، حين قال وقد تجاوزته الخلافة للمرة الثالثة بعد موت الفاروق : « ان الناس ينظرون الى قريش ، وقريش تنظر الى بيتها فتقول : ( ان ولي عليكم بنو هاشم . وما كانت في غيرها من قريش تداولتموها لم تخرج منهم أبداً بينكم " .

واذا اجتمع هذا العائق الى عائق السن والتوقير للمشيخة المقدمة ، فهما مبعدان للامام عن الخلافة بمقدار ما يقربان سواه ... نعم ان فارق السن قد تقارب بعد موت الفاروق ، وبلغ الامام الخامسة والأربعين ، وسبقت له في المشورة سوابق مأثورات .. فأصبح الفارق بينه وبين من يكبرونه مزية تعين على العمل والجهد وتنفي مظنة الضعف والتواكل . ولكن الذي كسبه بهذه المزية خسره بازدياد المطامع الدنيوية ويأس الرؤساء من الوفر والنعمة على يديه ، واعتقاد الطامعين أنهم أقرب الى بعض الأمل في لين عثمان وتقدم سنه منهم الى أمل من الآمال في شدة الامام وعسر حسابه .. -101 - i

i

— ١٥٤ —