انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/152

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قال ابن أبي الحديد : « ... كأنها حاله لو أفضت الخلافة اليه يوم وفاة ابن عمه ، من اظهار ما في النفوس وهيجان ما في القلوب، حتى الأخلاف من قريش والأحداث والفتيان الذين لم يشهدوا وقائعه وفتكاته في أسلافهم وآبائهم ، فعلوا به مالو كانت الأسلاف أحياء لقصرت عن فعله ، وقد علم الامام هذا من قريش ، عندما يئس من مودتها وابتلي بالصريح والدخيل من كيدها ، فقال : « .. ما لي ولقريش ؟.. أما والله لقد قتلتهم كافرين ولأقتلنهم مفتونين .. والله لا بقرن الباطل حتى يظهر الحق من خاصرته .. فقل لقريش ، فلتضج ضجيجها » . ولو أن قريشاً وادعته في سرها وجهرها ، ووقفت بينه وبين منافسيه على الخلافة لا تصده عنها ولا تدفعهم اليها ، لقد كانت تلك عقبة أي عقبة . فأما وهي تحاربه بعصبيتها وتحاربه بذحولها ، فتلك هي العقبة التي لا يذللها الا بحزب أقوى من حزب قريش بعد وفاة النبي صلوات الله عليه ، ولم يكن حزب قط أقوى يومئذ من قريش في أرجاء الدولة الاسلامية بأسرها .. ولقد سبق الامام الى الخلافة ثلاثة من شيوخ الصحابة هم : أبو بكر وعمر وعثمان .. - ١٥٢ - لا - !

I

— ١٥٢ —