انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/151

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لنفذت في الدنيا كما ينفذ القضاء المبرم، و حبطت كل خلافة تنازعها كما تحبط كل بدعة تناقض السنن الكونية ... فلا النصوص الصريحة ، ولا دلالة الحوادث على الارادة الآلهية ، مما يؤيد أقوال الغلاة عن ترجيح الخلافة بالقرابة ، أو حصر الخلافة في الأسرة الهاشمية . وهذا هو العائق الأول الذي حال بين علي وبين الخلافة ولا قدرة له عليه ، وقد لحظه العرب ولحظته قريش خاصة ، وذكره الفاروق حين قال : ( ان قريشاً اختارت لنفسها فأبت أن تجمع لبني هاشم بين النبوة والخلافة ، . ويرى بعض المؤرخين ، ان قريشاً كانت تحقد على الامام وتنحيه عن الخلافة لعلة أخرى تقترن بهذه العصبية التي أوقعت التنافس بين بيوتها وبين بني هاشم ، فقد بطش الامام بنفر من جلة البيوت القرشية في حروب المسلمين والمشركين ، وقتل من أعلام بني أمية وحدهم عتبة بن ربيعة جد معاوية ، والوليد بن عتبة خاله وحنظلة أخاه ، وجميعهم من قتلاه في يوم بدر .. عدا من قتلهم في الوقائع والغزوات الأخرى، فحفظ أقاربهم له هذه التراث بعد دخولهم في الاسلام ، وزادهم حقداً أنهم لا يملكون الثار منه لقتلاهم من الكفار . وكانت حاله بعد تلك المدة كما

١٥١ -

— ١٥١ —