انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/150

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

غيره من أنصاره وأصحابه ، ويستوي منهم القريب والبعيد .

. ولم تكن الحكمة النبوية هي وحدها التي تأبى اثارة العصبيات وتصوير الاسلام للعرب وللناس عامة في صورة السيادة الهاشمية ، بل كانت الدعوة كلها في صميم أصولها تأبى هذا الذي أبته الحكمة النبوية وتجتنبه غاية ما في وسعها اجتنابه .. لأن الدعوة الاسلامية دعوة عالمية ، تشمل الأمم كافة من عرب الى عجم ومن مشرق الى مغرب ، وتقوم في أساسها على المساواة بين الناس وردّ المفاضلة بينهم إلى الأعمال والأخلاق دون الأحساب والأعراق. فليس من المعقول أن تسود العالم كله أسرة هاشمية ، ولا من المعقول أن يبنى الأساس على المساواة ، وأن يقام الحكم على هذا التفضيل ... وان أحق الناس أن يفطن الى هذه الحكمة لهم أولئك الغلاة الذين زعموا ان وراثة الخلافة في بني هاشم حكم من أحكام الله وضرورة من ضرورات الدين .. فلو أنها كانت حكما من أحكام الله ، لكان أعجب شيء أن يموت النبي عليه السلام وليس له عقب من الذكور ، وأن يختم القرآن وليس فيه نص صريح على خلافة أحد من آل البيت ...

ولو انها كانت ضرورة من ضرورات الدين ، أو ضرورات القضاء ،

— ١٥٠ —